في خطوة غير مسبوقة تكشف عن حجم المنافسة المتصاعدة بين عمالقة التكنولوجيا، أعلنت شركة ميتا (Meta) عن تعاقدها مع الشاب مات دياتكي (Matt Deitke)، الباحث البالغ من العمر 24 عامًا، بعقد ضخم تبلغ قيمته 250 مليون دولار على مدى أربع سنوات.
لقاء مع زوكربيرغ قلب الموازين
العرض المثير للدهشة جاء بعدما رفض دياتكي عرضًا أوليًا من ميتا بقيمة 125 مليون دولار، قبل أن يُجري لقاءً شخصيًا مع الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، أسفر عن مضاعفة قيمة الصفقة. وأفادت تقارير صحفية أمريكية بأن العرض الجديد يشمل مزيجًا من الأجور النقدية وحصص الأسهم، مع صرف ما يصل إلى 100 مليون دولار في السنة الأولى وحدها.
من طالب دكتوراه إلى قائد تقني
دياتكي، الذي كان طالب دكتوراه في جامعة واشنطن، قرر التفرغ للبحث العملي، وبرز اسمه بسرعة في أوساط الذكاء الاصطناعي من خلال عمله في معهد ألين للذكاء الاصطناعي (AI2)، حيث شارك في تطوير أنظمة ذكية متعددة الوسائط. كما شارك في تأسيس شركة ناشئة تحمل اسم Vercept، ركزت على تطوير "وكلاء ذكاء اصطناعي ذاتي الإنجاز"، وحصلت على تمويل أولي يفوق 16 مليون دولار.
الانضمام إلى مختبر "الميتا الفائق"
وسينضم دياتكي إلى مختبر Meta Superintelligence Lab، الذي أسسته الشركة مؤخرًا ليكون مركزًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدم، في إطار مساعي ميتا للتفوق على منافسيها مثل OpenAI وGoogle DeepMind وAnthropic.
سباق تكنولوجي يشبه "الميركاتو الكروي"
ويرى مراقبون أن ما يجري في عالم الذكاء الاصطناعي بات يُشبه سوق انتقالات لاعبي كرة القدم المحترفين. فالعقود بالملايين، والمنافسة على أشدها لاستقطاب العقول النادرة القادرة على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأكثر تطورًا في العالم.
ويقول خبراء إن الشركات الكبرى لم تعد تكتفي بإغراءات الرواتب أو الامتيازات الوظيفية، بل باتت تقدم عروضًا خيالية قد تفوق ما يتقاضاه كبار نجوم الرياضة، في سبيل الفوز بالعقول المبدعة في هذا المجال الحيوي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي على المحك
وتعكس هذه الصفقة مدى الأهمية الاستراتيجية التي باتت توليها كبرى الشركات التكنولوجية لتطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل التحولات السريعة التي يشهدها هذا القطاع، وما يحمله من وعود اقتصادية وتقنية غير مسبوقة.
المصدر: صحف أمريكية (NY Post، Times of India، Axios) + تقارير ميتا الرسمية
رابط المختبر: Meta Superintelligence Lab