في خطوة هامة تعكس حرص وزارة التجهيز والماء على تعزيز الاندماج الجهوي بين جهتي بني ملال خنيفرة والرباط سلا القنيطرة، أُعلن مؤخراً عن إطلاق مشروع استراتيجي ضخم يهم تثنية الطريق الرابط بين وادي زم وعين عودة. يمتد هذا المشروع على طول يقارب 130 كيلومتراً، ويشمل المرور بعدة جماعات حيوية مثل أولاد فنان، ازحيليكة، الرماني، البراشوة والنخيلة، وصولاً إلى عين عودة، بتكلفة مالية تقدر بحوالي 1.9 مليار درهم.
هذا المشروع لا يقتصر على كونه مجرد تطوير بنيوي أو توسيع للطريق، بل يمثل نقطة تحول حقيقية في حركة التنقل بين الجهتين، حيث سيساهم بشكل كبير في تقليص مدة السفر بحوالي 40 دقيقة، ما سيعزز من سرعة الربط والاندماج بين المناطق المستهدفة. كما يُعَدّ تحسين شروط السلامة من أولويات المشروع، خصوصاً في المناطق التي تشهد كثافة حوادث مثل منطقة كريفلة، حيث يُنتظر أن تُسهم الأشغال في تقليص المخاطر وتعزيز أمن المسافرين
على الصعيد الاقتصادي والسياحي، يحمل هذا المشروع آفاقاً واعدة تعزز من جاذبية المنطقة للاستثمار وتفتح أبواباً جديدة للتنمية المحلية. إذ يُعتبر رفع العزلة عن الجماعات التي تمر بها الطريق خطوة أساسية تتماشى مع توجهات النموذج التنموي الجديد الذي يركز على العدالة المجالية والتنمية المتوازنة بين جهات المغرب.
بهذا المشروع، تؤكد وزارة التجهيز والماء على التزامها بتوفير بنية تحتية مواكبة لتطلعات المواطنين، تفتح آفاقاً رحبة للنمو وتطوير القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، مما ينعكس إيجاباً على مستوى حياة السكان ويعزز مكانة الجهة كقطب تنموي مهم. يبقى العمل مستمراً حتى يُنجز المشروع وفق المعايير العالية المحددة، ليكون بحق قاطرة تنموية حقيقية تسرّع عجلة التنمية وتوطّد الروابط بين جهات المملكة.