مع حلول صيف 2025، تعيش مدينة الصخيرات ضغطاً استثنائياً بفعل توافد أعداد كبيرة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إضافة إلى النمو المتزايد لساكنة دور الصفيح المستقدمة من مختلف مناطق الإقليم. هذا الكم البشري الهائل يضع البنية التحتية الهشة للمدينة أمام امتحان عسير، ويجعل التحدي الأمني في صدارة الأولويات.
تحديات متشابكة
تتحول الصخيرات في هذا الموسم إلى وجهة يقصدها المصطافون والمغتربون، ما يضاعف من الكثافة السكانية بشكل ملحوظ. غير أن هذا التوافد لا يخلو من ضغوط أمنية، خصوصاً في ظل وجود أحياء صفيحية مفتوحة على احتمالات اجتماعية متعددة.
لكن رغم هذه الصعوبات، يبذل رجال الدرك الملكي مجهودات ميدانية متواصلة لضمان الأمن والاستقرار، حيث تكثف الدوريات الليلية والنهارية، وتنتشر نقاط المراقبة على المحاور الرئيسية للمدينة والشاطئ، إضافة إلى الحملات الاستباقية للحد من الجريمة وحماية المواطنين والزوار.
حضور استباقي ويقظة دائمة
لا يقتصر عمل الدرك الملكي على التدخلات المباشرة، بل يعتمد استراتيجية استباقية تقوم على الانتشار الميداني الذكي والتواصل مع الساكنة. هذه المقاربة جعلت من جهاز الدرك بالصخيرات عنصراً فاعلاً في تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، خصوصاً أن حضورهم لا ينحصر في المناسبات، بل يستمر طوال السنة بوتيرة متزايدة في الصيف.
ضمان الاستقرار في ظل الهشاشة الاجتماعية
تدرك السلطات الأمنية أن الهشاشة الاجتماعية المرتبطة بانتشار دور الصفيح قد تشكل أرضية لبعض المظاهر السلبية كالجريمة الصغيرة أو الانحراف. ومع ذلك، تمكن رجال الدرك من تقليص هذه التحديات عبر حضور ميداني متوازن يجمع بين الحزم والإنصات، وهو ما يشهد به العديد من الفاعلين الجمعويين وسكان المدينة.
تكامل الأدوار ونجاح التجربة
ما يميز تجربة الصخيرات هذا الصيف هو التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والدرك الملكي، في إطار رؤية شمولية تجعل من الأمن ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية المحلية. فالمصطاف والجالية المغربية والمواطن البسيط جميعهم يجدون أنفسهم محميين بفضل يقظة العيون الساهرة التي لا تنام.
خلاصة
صيف 2025 بالصخيرات يُظهر بوضوح أن رجال الدرك الملكي لم يعودوا مجرد جهاز أمني تقليدي، بل تحولوا إلى ركيزة مجتمعية ضامنة للاستقرار في مدينة تعيش ضغطاً سكانياً متزايداً وتحديات حضرية واجتماعية متشابكة. ورغم الصعوبات، يثبتون يوماً بعد يوم أنهم خط الدفاع الأول عن الأمن العام وحياة المواطنين.
بقلم : عادل محمدات