في واقعة صادمة أثارت موجة من التفاعل الإعلامي في فرنسا، تفاجأ سائح فرنسي يُدعى دومينيك لوفيفر بفاتورة هاتف محمول خيالية بلغت قيمتها 37,737 يورو، وذلك عقب عودته من عطلة قصيرة قضاها في مدينة مراكش المغربية.
وبحسب تصريحات لوفيفر، التي بثّتها قناة فرانس إنفو، فإن المبلغ تم خصمه خلال ساعات الليل، بين الساعة الثالثة والسادسة صباحًا، دون أن يستخدم هاتفه إطلاقًا في تلك الفترة. وقال لوفيفر مستنكرًا: "لقد تم احتساب 250 يورو تقريبًا عن كل دقيقة... لم أكن مستيقظًا حتى، هذا جنون، سأحتاج لسنوات من العمل لتغطية هذا المبلغ".
ما سبب ارتفاع فاتورة الهاتف أثناء السفر إلى المغرب؟
وفقًا لشركة Orange France، فإن دومينيك تجاوز الحد المسموح به لاستخدام الإنترنت خارج الاتحاد الأوروبي، حيث تم إرسال 16 رسالة تحذير له قبل أن يُفعّل خيار "البيانات الإضافية"، ما فتح المجال لسحب مبالغ هائلة مقابل التجوال خارج أوروبا، خصوصًا في المغرب الذي لا يخضع لتسعيرة التجوال الأوروبية الموحدة.
ويُذكر أن الأسعار خارج أوروبا يمكن أن تكون مرتفعة جدًا، وقد تصل تكلفة الدقيقة الواحدة من استهلاك البيانات إلى 225 يورو، وهو ما يجعل من الضروري للمسافرين اتخاذ الاحتياطات التقنية المناسبة.
تحذيرات للمسافرين: كيف تتجنب صدمة الفاتورة؟
تكررت في السنوات الأخيرة حالات "صدمة الفاتورة" المرتبطة بالتجوال الدولي، خصوصًا في الدول التي لا توجد بها اتفاقيات محددة مع شركات الاتصالات الأوروبية. وفي هذا السياق، ينصح خبراء الاتصالات باتباع النصائح التالية:
-
إيقاف تشغيل بيانات التجوال (Roaming) قبل مغادرة البلاد.
-
استخدام SIM محلي أو eSIM في البلد المستضيف.
-
مراقبة تنبيهات مزود الخدمة وعدم تجاهل رسائل التحذير.
-
استعمال الواي فاي قدر الإمكان.
-
تفعيل خاصية "وضع الطيران" عندما لا يكون الهاتف قيد الاستخدام.
هل سيتجه السائح للقضاء؟
أعلن دومينيك أنه يرفض دفع هذا المبلغ، مؤكداً أنه لم يستخدم الإنترنت في تلك الفترة، ويشتبه بوجود اختراق أو خطأ في النظام. كما أشار إلى أنه بصدد رفع دعوى قضائية ضد الشركة، خصوصًا بعد أن تم رفض طلبه بنقل رقمه إلى مزود آخر، الأمر الذي زاد من تعقيد الموقف.
في المقابل، تؤكد شركة Orange أن الإجراءات تمت وفق القوانين المعمول بها، وأنه لا توجد دلائل تقنية تثبت وجود خلل.
تسلّط هذه الواقعة الضوء على أهمية وعي المستخدم بخدمات التجوال وشروطها، خصوصًا عند السفر إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي. فبينما يستمتع البعض بعطلته، قد يجد نفسه ضحية فاتورة مالية لا تخطر على البال، فقط بسبب الإهمال أو الجهل بالإعدادات التقنية.