خرج العشرات من سكان حي المعدن بمنطقة أوربيع، التابعة لجماعة بني ملال، صباح اليوم، في مسيرة احتجاجية حاشدة صوب مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، وذلك من أجل المطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب، الربط بشبكة الكهرباء، وإصلاح الطريق التي تربط الدوار بالمركز الحضري، في ظل معاناة يومية تفاقمت بفعل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الماء المتكرر.
المحتجون، الذين ضموا نساءً وأطفالًا ورجالًا من مختلف الفئات، رفعوا شعارات قوية تُندد بما أسموه "التهميش الممنهج" الذي يطال منطقتهم منذ سنوات، مؤكدين أن مطالبهم لا تتعدى حدود الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور المغربي، وعلى رأسها الحق في العيش الكريم، الماء الصالح للشرب، والبنيات التحتية الضرورية.
وشهدت المسيرة تغطية محلية من بعض الفاعلين الحقوقيين، فيما أكد عدد من المتضررين أن الدوار يفتقر إلى أبسط شروط الحياة، حيث يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة من أجل جلب الماء في عز الصيف، بينما تبقى الطريق المؤدية إلى الحي شبه منعدمة، ما يعزلهم عن باقي المناطق ويُعيق حركة النقل والخدمات.
ووسط استمرار التجاهل الرسمي لمطالب الساكنة، عبّر المحتجون عن أملهم في أن تتحرك الجهات المسؤولة على المستوى المحلي والجهوي للتجاوب الفوري مع الوضع، محذرين من أن الاحتجاجات ستستمر بشكل تصاعدي في حال استمرار سياسة الصمت والإقصاء، خصوصًا أن الأمر يتعلق بحاجيات حياتية لا تحتمل التأجيل.
وتأتي هذه المسيرة في سياق احتجاجات متفرقة عرفتها الجهة مؤخرًا، ما يطرح أسئلة ملحة حول العدالة المجالية ومدى التزام المؤسسات المنتخبة والمصالح المعنية بتنفيذ وعود التنمية في العالم القروي.