شهد محيط محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، مساء الاثنين 4 غشت الجاري، حالة من الفوضى العارمة إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين مجموعات من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما أثار حالة من الذعر والقلق في صفوف المواطنين والمارة.
وتعود تفاصيل الحادث، حسب ما عاينته مصادر محلية، إلى شجار فردي بين بعض المهاجرين سرعان ما تطور إلى مواجهات جماعية استُعملت فيها الحجارة والعصي، وتحولت إلى ما يشبه معركة مفتوحة في الشارع العام، مخلفة خسائر مادية وحالة من الهلع في الأحياء المجاورة، ومجددة بذلك المخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة وقعت في نفس النقطة في أوقات سابقة.
تدخلت عناصر الأمن الوطني بشكل فوري بعد توصلها بإشعار حول الحادث، حيث تم تطويق المكان وتفريق المتشاجرين، فيما باشرت السلطات تحقيقاتها الأولية لتحديد المسؤوليات وظروف وملابسات هذا الشجار العنيف. كما تم استدعاء تعزيزات أمنية إضافية لضمان استتباب الأمن ومنع تجدد المواجهات.
الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش العمومي حول الأوضاع الإنسانية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين في محيط محطة أولاد زيان، والذين يعانون من ظروف معيشية قاسية في غياب مراكز إيواء كافية أو حلول مستدامة.
وفي مقابل التدخل الأمني، عبّرت ساكنة الأحياء المجاورة عن استيائها مما وصفوه بـ"تكرار المشاهد العنيفة"، مؤكدين أن الوضع لم يعد يُحتمل، ومطالبين بتدخل عاجل من السلطات الحكومية لإيجاد حلول متكاملة توازن بين حماية المهاجرين وضمان أمن وسلامة المواطنين.
ويطرح هذا الحادث إشكالية غياب سياسة واضحة في تدبير ملف الهجرة غير النظامية، خاصة في المدن الكبرى التي باتت تستقطب أعدادًا متزايدة من المهاجرين، ما يجعل من الضروري العمل على وضع مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني والأمني والاجتماعي، لتفادي تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً.