في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، أقدم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على إعفاء مدير لجنة التحكيم، الإيفواري نومانديز ديزيري دوي، من مهامه، وذلك عقب الجدل الكبير الذي أثاره نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات بين المغرب ونيجيريا. قرار الإقالة جاء بعد احتجاج رسمي تقدمت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واعتبرته أوساط متابعة للشأن الرياضي انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للكرة المغربية داخل دهاليز الاتحاد القاري، لا سيما وأنه جاء عقب حملة ضغوط متصاعدة ومواقف صارمة عبّرت عنها الجامعة في بلاغاتها وتصريحات مسؤوليها.
النهائي، الذي انتهى بتتويج منتخب نيجيريا، شهد لحظات تحكيمية وصفت بالكارثية من قبل المحللين، خصوصًا بعد رفض الحكم الموريتاني علي لمغفري احتساب ضربة جزاء لصالح المنتخب المغربي النسوي، رغم اللجوء إلى تقنية الفيديو "VAR" التي أظهرت لمسة يد واضحة على مدافعة نيجيرية داخل منطقة الجزاء. هذا القرار أثار عاصفة من الانتقادات داخل الأوساط المغربية التي رأت أن النية كانت مبيتة لحرمان لبؤات الأطلس من لقبهن الأول في البطولة.
الجدل لم يتوقف عند هذه الحالة فقط، بل تعمّق أكثر مع منح المنتخب النيجيري ركلة جزاء مشكوك فيها بعد ارتطام الكرة بيد اللاعبة المغربية نوهيلة بنزينة، وهو ما اعتُبر ازدواجية في المعايير التحكيمية خلال اللقاء نفسه. ومع تصاعد موجة السخط، تحرّكت الجامعة المغربية بسرعة، وراسلت "الكاف" للمطالبة بفتح تحقيق عاجل، محمّلة المسؤولية للطاقم التحكيمي ولفريق غرفة الفيديو، مع التشديد على ضرورة محاسبة كل من ساهم في التأثير على مجريات اللقاء.
وجاء الرد سريعًا من داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، حيث تم الإعلان عن إعفاء نومانديز دوي، الذي يشغل منصب مدير دائرة التحكيم منذ سنوات، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لامتصاص الغضب المغربي وتقديم "رأس" المسؤول عن الفضيحة ككبش فداء. ويُنتظر أن تُحدث هذه الإقالة ارتدادات كبيرة على مستوى تعيينات الحكام مستقبلاً، وربما تُمهّد لتغييرات أعمق في منظومة التحكيم الإفريقية التي ظلت لسنوات توصف بالعشوائية والانحياز.
الشارع الرياضي المغربي تلقى هذا القرار بكثير من الارتياح، وإن لم يُخفِ بعض المتابعين مخاوفهم من أن يكون الإعفاء مجرد إجراء شكلي دون متابعة حقيقية للملف. بينما يرى آخرون أن المغرب، بقيادته التقنية والإدارية، أصبح قوة لا يستهان بها داخل المؤسسات الرياضية القارية، وقادر على الدفاع عن مصالحه بكل حزم.