شهد حي البيتات بمنطقة يعقوب المنصور في قلب العاصمة الرباط، صباح اليوم الثلاثاء، حادثة عنف مروعة بعدما اندلع شجار عنيف بالسلاح الأبيض بين عدد من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، انتهى بجريمة قتل بشعة.
ووفقًا لمصادر محلية، فقد تطور العراك إلى استعمال أسلحة بيضاء من الحجم الكبير، حيث تلقى أحد الأطراف طعنة قاتلة على مستوى القلب بواسطة ساطور، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى المستشفى.
الحادث خلف حالة من الذعر في صفوف ساكنة الحي، الذين عبروا عن قلقهم المتزايد من تنامي مظاهر العنف داخل الأحياء السكنية، والتي باتت في الآونة الأخيرة تشهد احتكاكات يومية بين مهاجرين أفارقة، سواء فيما بينهم أو مع المواطنين المغاربة. ويشير العديد من السكان إلى أن الظاهرة لم تعد محصورة في "خلافات فردية"، بل أصبحت جزءًا من نمط مقلق، يهدد السلم الاجتماعي والأمن العام داخل أحياء العاصمة.
ويرى متابعون أن ما يجري لا يمكن فصله عن التحولات الديموغرافية المتسارعة، الناتجة عن تساهل السياسات العمومية مع ظاهرة الاستقرار غير النظامي لعدد من المهاجرين. ففي ظل غياب حلول جذرية لإدماجهم في النسيج المجتمعي المغربي، وفي غياب رقابة حقيقية على الإقامات غير القانونية، تتكاثر المشاكل، من بينها العنف، السرقة، الجرائم الجنسية، وتشكيل مجموعات تعيش على هامش القانون.
ويرى البعض أن الخطر لم يعد يتعلق بالهجرة في حد ذاتها، بل بطبيعة الهجرة، وبالفراغ القانوني والأمني الذي يجعل بعض المناطق عرضة لانفلات شبه يومي، وسط صمت مقلق من طرف السلطات المعنية، رغم النداءات المتكررة من المواطنين.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: إلى متى سيستمر هذا التساهل مع مظاهر الانفلات، وإلى متى ستظل الأحياء السكنية في قلب العاصمة مسرحًا لأعمال عنف تهدد الاستقرار المجتمعي؟ وهل سيتحرك المسؤولون قبل أن تتعمق الفجوة بين السكان والمهاجرين، ويتحول التوتر إلى صراع مفتوح؟
في انتظار إجابات رسمية، يكتفي المواطنون بالتضرع إلى الله، والدعوة إلى تشديد المراقبة الأمنية، وضبط أوضاع المهاجرين، حمايةً للأمن الجماعي، وضمانًا للعيش المشترك، في إطار منظم لا مكان فيه للفوضى.