تعاني ساكنة تمارة وعين عودة والنواحي من إهمال واضح في البنية التحتية الخاصة بالنقل العمومي، يتجلى ذلك بشكل صارخ في غياب محطات مغطاة لحافلات النقل الحضري، ما يجعل المرتفقين عرضة لتقلبات الطقس، سواء تحت أشعة الشمس الحارقة صيفًا أو وسط الأمطار والبرد شتاءً.
ورغم الوعود المتكررة بتحسين خدمات النقل العمومي وتجويد شروط التنقل اليومي، إلا أن الواقع يُظهر مفارقة واضحة بين ما يُروج له في التصريحات الرسمية وبين ما تعيشه الساكنة ميدانيًا، حيث يضطر المواطنون، خاصة فئة العمال والطلبة والمسنين، للانتظار في العراء ولساعات طويلة أحيانًا، في غياب أدنى مقومات الراحة والكرامة.
الأمر لا يقتصر فقط على الجوانب المناخية، بل يشكل كذلك خطرًا على سلامة الركاب، خصوصًا في الفترات الليلية أو خلال الظروف الجوية القاسية، كما أنه يُعد مؤشرًا على ضعف الإرادة في معالجة قضايا النقل الحضري بشكل شمولي وعادل، في منطقة تعرف توسعًا عمرانيا متسارعًا واكتظاظًا سكانيا مطردًا.
وتُطرح أسئلة ملحة حول مدى التزام الجهات المسؤولة، سواء على مستوى الجماعات الترابية أو الشركة المفوض لها تدبير النقل الحضري، بإدماج تجهيزات البنية التحتية الضرورية ضمن تعاقداتها وبرامجها، خاصة وأن تمارة وعين عودة تُعدان من أهم المحاور السكنية التي تربط العاصمة الرباط بضواحيها الجنوبية.
وفي ظل هذا الوضع، يتجدد مطلب الساكنة بإحداث محطات انتظار مغطاة وعصرية، تحفظ كرامة الركاب وتضمن شروط تنقل إنساني، كحق أساسي من حقوق المواطن في المدينة. فهل تتحرك الجهات المعنية أخيرًا للاستجابة لهذا المطلب البسيط والمشروع، أم سيبقى سكان هذه المناطق يُجبرون على الوقوف تحت الشمس والمطر في انتظار حافلة قد لا تأتي؟