انطلاق أشغال نفق الصخيرات–تامسنا لتخفيف الاختناق المروري بشارع الحسن الثاني

تستعد منطقة الصخيرات–تامسنا لمرحلة جديدة من مشاريع البنية التحتية، مع انطلاق أشغال إنشاء نفق تحت أرضي عند ملتقى الطرق بشارع الحسن الثاني، وهو المحور الرابط بين مدينتي الصخيرات وتامسنا، وواحد من أكثر الملتقيات التي تعرف ضغطاً مرورياً متواصلاً طيلة اليوم. هذا المشروع الذي تشرف عليه الشركة المحلية للتهيئة، يندرج ضمن تصور أشمل يرمي إلى تحسين انسيابية حركة السير داخل المحور الحضري الحيوي، وتخفيف الضغط على الطرقات الموازية التي تعاني بدورها من الاكتظاظ، خاصة خلال فترات الذروة.

النفق الجديد يُرتقب أن يُحدث تحوّلًا ملموسًا في نمط التنقل بين المدينتين، كما يُعوَّل عليه لتقليص زمن الرحلات، وتحسين جودة العيش لدى ساكنة المنطقة. ورغم أن الأشغال انطلقت منذ أشهر، فإن تقدمها على الأرض ظل محط تساؤلات المواطنين، لا سيما في ظل بعض التوقفات التقنية المرتبطة بأشغال الحفر وتدبير البنية التحتية التحتية، وعلى رأسها المياه الجوفية وتصريفها. كما سُجّلت احتجاجات محدودة على غياب إشارات تنظيمية واضحة، ما ساهم في مضاعفة الاختناق داخل المدار المعني بالأشغال، وأثار تذمر السائقين ومستعملي الطريق.

وفي هذا السياق، عبّر عدد من المواطنين عن أملهم في أن يُنجز المشروع في الآجال المحددة، وبالمستوى المطلوب من الجودة والسلامة، دون أن يتحول إلى ورش طويل الأمد يفاقم متاعب الساكنة عوض أن يخفف عنها. من جانبهم، يتابع الفاعلون المحليون مسار الأشغال عن كثب، مطالبين بمزيد من الشفافية حول مراحله التقنية وأفق إنهائه، ومشددين على ضرورة اعتماد إجراءات موازية لضمان السلامة الطرقية وتنظيم المرور، خصوصًا خلال فترات الذروة.

المشروع الذي تبلغ كلفته حوالي 59 مليون درهم، يندرج في إطار رؤية أوسع لتحديث البنيات التحتية وتعزيز الربط الحضري بين الأقطاب الناشئة في جهة الرباط–سلا–القنيطرة، حيث يُشكّل ملتقى الصخيرات–تامسنا حلقة وصل مركزية في حركة التنقل اليومية، سواء على مستوى العمل أو الدراسة أو الخدمات. وإذا ما تم إنجازه وفق التصور المعلن، فإن النفق سيمثّل إضافة نوعية في الخريطة الطرقية للمنطقة، ويعيد تشكيل حركة السير بها وفق منطق أكثر سلاسة وفعالية.

ويبقى الرهان اليوم قائماً على احترام مواعيد الإنجاز، وضمان التناسق بين الجانب التقني والتنظيمي للمشروع، تفاديًا لأي ارتدادات سلبية على المدى القريب، واستجابة لتطلعات المواطنين الذين أنهكتهم سنوات من الزحام المروري والانتظار على أبواب المدن.

إرسال تعليق

أحدث أقدم